الفصل 29: عائلة وعبد جديد
------------------
بعد ان هدأ بال سايرو المشغول، مرافقا سورا وعائدا للمنزل.
قبل ان يخطو للمنزل لاحظ شيء غريب وراءه غير سورا المرعوبة طبعا، لكنه تجاهله و دخل.
"لقد عدت."
"مـ..مرحبا؟"
"مرحبا بعودتك سيدي، العشاء جاهز هل تريد ان اقدمه الآن ام تستحم اولا؟"
"آنا؟ انتهت من تنظيف المنزل بسرعة حقا"
كما قال سايرو المنزل أصبح أنظف بكثير مما كان عليه من قبل، اضافة لرائحة العشاء المنبعثة في المنزل جعله يبدو حقا منزل دافئ أكثر بكثير.
" هذا اقل ما استطيع فعله لسيدي، ومن تكون هذه الفتاة؟ "
" اسمها سورا، يتيمة عاشت المقاس، ستسكن معنا من الآن فصاعدا، اعدي لها حماما لتنظف نفسها، سأذهب لغرفتي حتى تنتهوا"
"حسنا سيدي"
"مرحبا اسمي انانوفا و انت؟"
"سـ..ورا، سررت بلقائك"
"حسنا لا تخافي قد يبدو السيد مرعبا من النظرة الأولى لكنه طيب القلب"
" حـ..حقا؟"
"اجل سأخبرك المزيد اثناء استحمامنا"
ثم غادرت الفتاتين وتوجه سايرو الى غرفته.
……..
دخل سايرو الى غرفته و أشعل غليومه، مستعملا بعض النباتات التي التقطها من محيط البحيرة ليدخن بينما ينظر للقمر كعادته.
'في ماذا تفكر؟'
" لا شيء، انا فقط اشعر انه قد حدثت الكثير من الأشياء منذ عودتي…الكثير"
'حسنا لا يمكن لومك، خصوصا بعد حصولك على فتاتين جميلتين مثلهن'
"تشه اخرسي"
'اذا ما الذي ستفعله بهن، فكما ارى هم لم يذقن من مرارة الحياة الا قطرة'
"المصفوفة…سأفعلها"
'ماذا؟؟ هل ستتزوجهن حقا؟ ها؟؟؟'
بدت ميمين غاضبة مما قاله كما بدى في كلامها بعض من الغيرة.
"ليس كذلك، سأجعلهم تلميذاتي، فمادام القدر يجمعني بذوات الاجساد الخاصة سأتبع التيار وارى النهاية التي ستنتجها يداي"
' لكن…المصفوفة لن تتفعل حتى تجمع عشرة منهم، زوجات ذوات اجساد خاصة…'
ظهرت نظرة الحزن على عيني سايرو ثم دخن القليل وصمت لفترة.
" سأدع الباقي للمصير، سواء حدث و فعلتها او لا، الباقي في يدي المصير"
'اذا ماذا عنها؟ هل نسيتها بالفعل؟'
صرخ سايرو "لم افعل! ولن افعل فكل ما خططت له لن يتوقف حتى أنقذها…"
بينما يتكلم حذرته غريزته بالهروب من النافذة مهما يحدث.
فتراجع سايرو للوراء بسرعة خاطفة ليلاحظ شيء طار من فوق النافذة الى أسفل الحديقة الخلفية للمنزل.
"سحقا، لدي صحبة ليلية مزعجة"
خرج سايرو من النافذة وتوجه للحديقة الخلفية مستخدما احساسه الالهي فحص المنطقة بأكملها…
لكن رغم ذلك لم يجد حضور لاي أحد حوله الا انه لاحظ بقايا مانا في المكان الذي رميت منه السكينة التي كانت تستهدف….
"سكينة؟ ذوق هذا المغتال فريد حقا"
هدئ سايرو وجلس على الصخرة الموجودة في الحديقة وقال
"اذا، هل ستخرج او اخرج جثتك؟"
ثم ظهر شخص وراءه و كأنه كان مندمجا مع الظلام بشكل لا تشوبه شائبة.
"انت اول واحد يتهرب من هجمتي القاتلة"
خلاف للمتوقع فشكله لم يبدو كمغتال ابدا، بل بدا بفرد عصابة نحيف بالندبة الموجودة على عينه.
"اذا لقد نفذت المانا خاصتك؟"
" كل ما في الأمر انه تم خداعي بمهمة اغتيال ملك سحري"
توجه المغتال امام سايرو ونزل على ركبتيه
" اقتلني"
بدا المغتال انه قد سلم حياته بالفعل لسايرو مستسلما كليا.
"دعني احزر، دار التجار هل كانوا هم؟"
"… "
ظل المغتال صامتا و لم يقل اي شيء.
" حسنا، صمتك كافي كإجابة"
" فقط اقتلني!"
ظهرت نظرة مرعبة على وجه المغتال وكأنه يتستر على شيء ما برغبته في الموت.
"ستتسخ يداي فقط بدمائك، على كل لديك سم لتنتحر به، فقط اذهب من هنا و انتحر في مكان اخر انا اكسل من ان انضف جثتك"
رغم ما قاله سايرو الا انه ظل عازما الى ان يقتله سايرو بيديه.
"هااه…انت، لقد اجبروك على هذه المهمة؟"
ظهرت ملامح الفزع على وجهه بعد سؤال سايرو وكأنه اصاب لب الحقيقة.
" لنرى، عائلة؟ لا المغتال لا يملك عائلة اذا…
رفاق؟ اخوة بالقسم؟"
بدأ المغتال بالتعرق كإجابة لتساؤلات سايرو.
"يا له من صداع…تنهد…
بما انك استسلمت لمصيرك بالفعل فحياتك ملك لي اتفهم؟"
أومئ المغتال برأسه موافقا.
"جيد، اذا 〔صقل الروح〕! "
لمس سايرو رأس المغتال ثم ردد اسم لتقنية صقل الروح التي تحول روح الخصم لعبد مخلص و مطيع.
"غااااااهع"
" لا تقاوم لكي لا تشعر بالألم~"
" ايكك..غغه"
ثم بعد فترة وبعد مرحلة ألم لا بأس بها نجحت تقنية سايرو وأصبح المغتال عبد مطيع له.
"ما هي أوامرك سيدي؟"
"لا داعي للتمثيل رغم انك قد اصبحت عبدي فهذا يعني انك لن تستطيع ان تخونني فحسب لقد تركت ارادتك في حالها و لم المسها"
"انا اعتذر…"
"على اية حال…اذهب لدار التجار و اخبرهم ان المهمة قد تمت ثم قم باستعادة رهائنك"
"لكن سيدي، اخبروني ان اعود برأسك كشرط لإتمام المهمة"
جلس سايرو بوجه منزعج ثم اخرج جوهر روحي لوحش ما
" خذ، بما انك مستعمل لتقنية 〔سيد الظلام القمري〕 تعرف الباقي اليس كذلك؟ "
" كـ..كيف؟ كيف علمت؟ "
" هذه التقنية اذا لم يخب ظني هي ملك لساحر بدائي اليس كذلك؟ تقنية اغتيال وتقنية تدريب جيدة ذات سمة الظلام كما انها تملك بعض من القوة العقلية التي تنتج اوهام"
" اجل انت محق سيدي، معلمنا كان ساحر بدائي ذو 7 نجوم من سكان خارج القارة، بالصدفة التقيناه في احد اراضي التدريب فعلمنا هذه التقنية كنزوة منه"
ابسم سايرو وقال " معلمكم، اذا فهم اخوتك اولئك الرهائن…مثير للاهتمام"
وقف سايرو وتوجه عائد لغرفته" عموما، نفذ مهمتك وعد الي…لوحدك~"
"حسنا..سيدي.."
و اختفى المغتال في الظلال.
……..
نزل سايرو من غرفته فوجد سورا وانانوفا قد انهيا استحمامهما و ينتظرانه على طاولة العشاء.
" الأرز او اللحم اولا سيدي؟"
"اللحم"
جلس سايرو وحدق في سورا
" كنت تبدين كغوريلا من قبل لكن انظري الى نفسك الآن كم اصبحت فاتنة"
"فا..فاتـ..ما الذي تقصده بغوريلا!!"
"هاهاها، مرحبا بك في عائلتي مجددا، سورا"
"شكرا ايها الو..اقصد سيدي"
" عموما، اريد ان اراكم الغد في الحديقة الخلفية بعد الفطور، كونا جاهزتين للتدريب"
تحمسن انانوفا و قالت " اخيرا سنتدرب! "
" اما بالنسبة لك سورا…"
تغير الجو حول سايرو ترك ملعقته على الطاولة و أصبح جادا.
"لديك خيارين، رغم انك اصبحت من العائلة لكنني امقت الخائنين اشد المقت!
اما نقوم بإنشاء عقد دموي بيننا او ترفعين مؤخرتك و تخرجي من منزلي الآن"
" عقد دموي؟ "
شرح سايرو لسورا فكرة العقد الدموي وعواقبه المقيتة كما نبهها ان انانوفا قد وافقت عليه بالفعل وترقت لتصبح خادمة بدل مجرد عبدة.
" مـ..ماذا؟؟؟ ما هذا العقد بحق الحماقة؟؟ هل وافقتي حقا على هذا العقد يا انانوفا؟ "
" اجل، فبعد كل شيء السيد هو منقذي الوحيد و سيدي كذلك"
"ااااه تبا حسنا...حسنا سأقوم بالموافقة على العقد لكن تذكر سأتعلم كل شيء منك و اصبح أقوى و اهزمك!"
وجه سايرو نية قتله نحوها و قالت" ا..اعني اني سأجعلك تعترف بقوتي لـ..لن اخونك ابدا"
ثم سحب سايرو نية قتله.
كالعادة ظهرت ورقة طافية في الجو مكتوب عليها عقد دموي فقامت ببصمها بدمائها.
" مبروك لك يا عبدتي~"
" اغ..شكرا سيدي.."
و اكمل سايرو طعامه بينما يتحدث عن اشياء مختلفة فيما بينهم الثلاثة.
-------------------
سورا:
تأليف: Souhayl TP